في الريش بمحافظة محايل عسير … عزف العاشقون لحناً وطنياً بلون الذهب الآسيوي الريش، تلك البلدة التي تعانق الجبال وتحتضن المجد، ارتفعت الهتافات، تعانقت القلوب قبل الأيادي حين زفّ عشاق النادي الأهلي الملكي بشرى النصر الآسيوي.
لم يكن مساءً عادياً، بل كان احتفالا وطنياً صنعته كرةٌ تعبت في الميدان، وقلوبٌ نبضت بالحب والانتماء.
غردت الريش بصوت واحد: “نحن هنا، والوطن في قلوبنا، والأهلي فخرنا”. في الأزقة، على الشرفات، وأرصفة الطرقات، عُزفت سيمفونية المجد، أختلطت دموع الفرح بزغاريد الانتصار.
لم تكن الجماهير تردد هتافات عابرة، بل كانت تكتب تاريخاً جديداً بلهجة الوطن ولهفة الانتماء.
في تلك الليلة، لم يكن اللون الأخضر مجرّد شعار، بل أصبح راية مرفوعة على سارية الكبرياء.
الأهلي لم ينتصر وحده، بل انتصر معه كل عاشق، كل طفل رفع يده للسماء، وكل شيخ بكى من الفخر، وكل أمّ خفقت قلوبها بنبض الأهلي.
لقد علّمنا عشق الأهلي أن المجد لا يُهدى، بل يُنتزع من بين أنياب التحديات.
لذلك علّمتنا الريش أن الحب الحقيقي لا يُقاس بعدد الكيلومترات، بل بعمق الإحساس. فمهما ابتعدت المسافات عن عروس البحر مدينة جدة فنبض الأهلي يسري في عروق الوطن من أقصاه إلى أقصاه.
في الريش، كما في كل مدينة وقرية وشارع، وُلد هذا النصر من رحم الوفاء. وكما تعانق الريش جبالها بفخر، عانق أهلها الذهب الآسيوي برؤوس مرفوعة وقلوب مخلصة.
هنيئاً للأهلي… وهنيئاً للوطن بهذه اللحظات التي تعانقت فيها الرياضة بالوطنية، وتوّج فيها الوفاء بالكبرياء.
أخوكم :
راجح محمد الراجحي
